التشكيلي العراقي ثامر داود بين وثائقه والأمل


يتلوى ويذبل الكثير من التشكيليين العرب في بلدانهم تحت وطـأة نار حكوماتهم التي ماعادت تنسجم وسياسة الانفتاح والوضوح في كل نواحي الحياة ... لم تعد الاسرار اسرارا, ولكن الشعور بالخسارة وفداحتها لم يتغير بتغير ديناميكية العالم, بل ان خسارة هؤلاء المثقفين والفنانين ستؤخر التطور الانساني صوب الأرقى والأجمل.

يشكل ثامر داود مع بعض التشكيليين العراقيين الشباب جزءا مشرقا من تاريخ الحركة التشكيلية العراقية التي بدورها تتناغم وتحرك التشكيل العالمي الذي بدأ ومنذ منتصف العقد الستيني من القرن الماضي ينتعش من جديد على ايدي جيل شاب جديد واضح لايعرف معنى للاسرار ومؤمن بالحرية ووجوب عيش الانسان بشكل يليق به كانسان وخصوصا الفنان.

فتح باب البحث في الغيبيات وماوراء الطبيعة بين التشكيليين منذ ان نشر كاندنسكي مقالتة الشهيرة " حول الروحانيات في الفن " على الرغم من ان كاندنسكي ومن على نهجه كنيومان وكلي وروثكو وبرانكوسي وظفوا الروحانيات والغيبيات كجزء مكمل لبقية اجزاء العمل دون التركيز عليه بحيث يمكن للمتلقي قرائته وكذلك الحال في اعمال التشكيلي ثامر داود.

تميز داود عن اقرانه التشكيليين بهيامه بتقنين اللون والنفس الجرافيكي وقوة بناء اللوحة التي تجد فيها خطا فنيا متفردا باحياء عالم دقيق الصنع ومحسوب الفضاء يقوم على الشكل الهندسي واحيانا المجسم التجريدي القريب من السيراميك والفضاءات المفتوحة الاحادية اللون كما نلاحظ ذلك في معرضه الشخصي الرابع على جاليري لونج وود - بنسلفانيا- الولايات المتحدة الأمريكية.

 

احمد بجاي
 فنان وناقد تشكيلي
السويد - 2008

 

Back

 Designed and hosted by ENANA.COM