الفنان داوود  . .  بين طزاجة اللون وموسيقى المربع

من يشاهد اعماله يمكث مباشرة بفردوس اللون حيث نرى الى ان تلك الالوان النظيفة تقدم مزاجه الغرافيكي كونه المهني في ذلك المجال الذي اسهم في صياغة بنائية اللوحة من حيث توزيع العناصر وبناء التكوين وصولا الى مفردات التصميم التي بدت ظاهرة في طبيعة اخراج اللوحة .

لوحاته انيقة وتحمل في طياتها عشقا يعيشه الفنان في تهيأة السطوح التصويرية قبل الرسم كما لو انه يريد تحسس تلك الاجساد – جسد اللوحة وهي تمكث في بياضها ليحبر احلامه على جسد البياض ويصوغ هواجسه في العمل الفني عبر تنظيمية متقنة اشبه بطبيب يعالج تلك الالوان .

نراه تماما في اعماله التي تشبه هدوءه الذي ينطوي على حرارة من نوع خاص الهدوء الساخن كما مجموعاته اللونية الحارة التي تأخذ العين مباشرة اليها كعلامة فارقة في المشهد .

وفي مناخاته الفنية نجده يذهب نحو القول المجرد من الثرثرة يقول جملته الفنية بإختزالية عالية حيث يجمع في بعض المواقع بأعماله بين متناقضين البارد من الالوان والحار منها ولكنه ينجح بذكاء كبير في امكانيات تزاوج الحرارة والبرودة في المربع الواحد واعتقد ذلك النجاح قد جاء من فنان يتعامل في مهنته مع فرز الالوان ، فنان خبر التراكيب اللونية ليعكسها في حلمه الفني .

وفي نهاية المطاف اراه جادا في ايجاد صيغا فنية مهمة سنراها في التجارب المعروضة الان للفنان .

محمد العامري
فنان وناقد
الاردن
 

Back

 Designed and hosted by ENANA.COM